القرآن الكريم

TvQuran

شريط الإهداءات

الأربعاء، 9 مارس 2011

أول حب في الإسلام حبيبة رسول الله أم المؤمنين الحميراء عائشة بنت أبي بكر الصديقة بنت الصديق


حبيبة الحبيب .. ثلاث محطات رئيسية في حياة عائشة
كتب – هيثم هلال
إن المتأمل في سيرة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما لن يصعب عليه أن يتلمس عظم المنزلة التي تمتعت بها منذ طفولتها ونشأتها في كنف بيت الصديق وحياتها العامرة بالإيمان والدعوة في مدرسة الحبيب المصطفي صلوات ربي وسلامه عليه حتي وفاتها في شهر الرحمات بعد مرحلة حرجة عاني خلالها المجتمع الاسلامي من التوتر والفتن.
وتناول حياة الصديقة بنت الصديق يمر بنا عبر محطات رئيسية في التاريخ الإسلامي تمثل كل منها مرحلة مفصلية في مسيرة الأمة المحمدية بدأت من الهجرة الي حيث إقامة دولة الإسلام وانتهت بعد أن ضربت الفتنة مشهد الخلافة وقتل ثلاثة من الخلفاء الراشدين وعدد من كبار الصحابة.
وتعد مسيرة أم المؤمنين من المدينة الي الكوفة حيث عاصمة الخلافة الجديدة في ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للمطالبة بحق مشروع بالقصاص من قتلة الخليفة الثالث عثمان بن عفان المحطة الأبرز والأكثر جدلا في التاريخ الإسلامي حيث كانت بداية شق صف الأمة والتي لازالت تعاني من تبعاته حتي الآن.

مولدها وزواجها من سيد الخلق
ولدت أعلم النساء المسلمات في السنة الرابعة لبعثة المصطفي صلي الله عليه وسلم في بيت أشرق بأنوار الإسلام مبكرا، فلم تعقل أبويها أبوبكر الصديق -أول من أسلم من الرجال- وأم رومان بنت عامر الكنانية التي قال فيها الرسول الكريم من أحب أن ينظر إلى امرأة من الحور العين، فلينظر إلى أم رومان"، ألا وهما يدينان بدين الحق.

ولم تكد الحميراء تكمل السبعة أعوام حتي كانت علي موعد مع المحطة الأولي في حياتها ، حيث زفت خولة بنت حكيم بن الأوقص البشري لأهل بيت الصديق برغبة الرسول صلي الله عليه وسلم في الزواج من إبنته عائشة.

وكانت خولة هي أول من كسر حاجز الصمت لدي المصطفي بعد كانت الأيام تمر عليه ثقيلة حزينة منذ وفاة زوجه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها حتي بدا عليه الحزن جليا وخشي عليه أصحابه، إلا أن أحدا لم يكن يستطيع أن يتكلم مع الحبيب في أمر الزواج لعلمهم بمكانة وقدر السيدة خديجة في قلب المصطفي وأي امرأة بعدها لا يمكن أن تملأ هذا الفراغ الواضح الذي خلفته.

ولم يدم الصمت كثيرا حتي جاءت زوجة عثمان بنت مظعون لتعرض علي المصطفي الزواج، فقال لها الرسول الكريم : من؟ ولما لاقت الفكرة قبولا لدي الحبيب ، بادرت خولة : إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا، قال : فمن البكر ؟ ، قالت بنت أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر، قال : ومن الثيب ؟ قالت : سودة بنت زمعة أمنت بك واتبعتك، قال : فإذهبي فاذكريهما عليّ.

فذهبت من فورها الي بيت الصديق لتجد أم رومان في استقبالها، فبشرتها : ما أدخل عليكم الله من الخير والبركة، فقالت أم رومان : وما ذاك ؟ قالت : أرسلني رسول الله أخطب عليه عائشة .. فلما جاء أبو بكر قال لها : هل تصلح له وهي بنت أخيه؟ ، فعادت خولة الي الرسول الكريم بما قال الصديق، فقال : قولي له أنت أخي في الإسلام وابنتك تحل لي .. وكان أبو بكر قد وعد مطعم بن عدي أن يزوجها ابنه جبير، فقال أبو بكر دعيني حتي أسألها منهما فاستلبثها.

ومن المعروف لدي عامة المسلمين أن النبي صلي الله عليه وسلم خطب الصديقة وهي بنت سبع سنوات وتزوجها وهي بنت تسع سنوات ، إلا أن هناك خلافا بين العلماء حول عمرها استنادا الي أن تلك الرواية جاءت على لسان أم المؤمنين فقط ولم ترد على لسان الرسول، فكانت ساحة للجدال بين الكثير من العلماء فرأي البعض أن تواريخ الميلاد لم تكن توثق آنذاك إلا أن عمرها كان أربعة عشر سنة إذا ما قيس بعمر أختها الكبري أسماء وقد عاشت مع الرسول ثمانية أعوام وخمسة أشهر.

وقيل إنها كانت تبلغ مبلغ النساء عندما تزوجها النبي حيث أن أسماء أختها الكبرى وُلدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، مما يعني أن عائشة كانت تبلغ سبعة عشر عاما تقريبا حين الهجرة أي حين تزوجها محمد، لأن أسماء تكبر عائشة بعشر سنوات، وقيل إن عائشة توفيت سنة ثمان وخمسين وقد قاربت السبعين، بما يعني أنها تزوجت الرسول في الثالثة عشر من عمرها.

وتزوجها الرسول بعد الهجرة في العام الثاني لها فكانت أحب الناس الي قلب المصطفي ولما لا وقد تفتحت زهرتها في بيت النبوة وتربت بين يدي سيد ولد أدم، وكان أبوها أحب الرجال الي الحبيب، وكانت البكر الوحيدة بين زوجاته، فاستحوذت علي مكانة خاصة في قلب محمد صلي الله عليه وسلم، يقول أنس "أول حب كان في الإسلام حب النبي لعائشة"، وسألت عائشة النبي الكريم ذات يوم فقالت يا رسول الله كيف حبك لي ؟ فقال : كعقدة الحبل، فكانت دائما ما تسأله كيف العقدة يا رسول الله ، فيقول : علي حالها" .. حتي أن المصطفي لما يخف ذلك عن أصحابها فأعلنها صراحة حين سأله عمرو بن العاص عقب غزوة ذات السلاسل أي الناس أحب إليك، فقال : عائشة.

مأساة الإفك وبراءة الوحي
لا شك أن هذا الحب الجم كان مدعاة لغيرة نساء النبي، فلجأن الي قرة عين المصطفي السيدة فاطمة فاستأذنت علي النبي وهو عند عائشة في مرضها، فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني اليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، فقال : أي بنية ألست تحبين ما أحب، قالت : بلي، قال : فأحبي هذه. فخرجت إلى أزواجه فحدثتهن بما قال، فقلن : ما أغنيت عنا شيئا فأرجعي الي رسول الله، فقالت فاطمة : والله لا أكلمه فيها أبدا.

كل هذا الحب الذي خصها به المصطفي جعلها شديدة الغيرة علي رسول الله، حتي أنها كانت دائما ما تسأله عن زوجاته في الجنة لحرصها علي أن تكون ملازمة له في الدنيا والآخرة، وما تنتهي حتي يطمئنها سيد الخلق بأنها منهن.

وبقدر تلك الحالة الخاصة بين رسول الله وحبيبته، جاءت المحطة الثانية في حياة الحميراء مأساوية الي حد كبير حيث حادثة الإفك والتي ارتج لها بيت النبوة والمدينة المنورة كلها، وهي الحادثة التي ضرب الله عز وجل بها لأمة سيد الخلق في عظم الكلمة تخرج من فم صاحبها بدون يقين وبغير حق فيترتب عليها من الاثر العظيم والخراب مالا يحمد عقباه.

وبالفعل كان لتلك الشائعة الخبيثة بالغ الأثر في مدينة رسول الله وكيف لا وهي تمس أحب الناس الي قلبه .. ويعود المشهد الي غزوة بني المصطلق حيث كان رسول الحق إذا أراد سفرا أقرع بين زوجاته فأيتهن خرج سهمها، خرجت معه فلما كانت تلك الغزوة أقرع بين نسائه، فخرج سهم أم المؤمنين عائشة.

ولما فرغ المصطفي من غزوته وأثناء العودة اتخذت القافلة منزلا للمبيت قبل أن تواصل سيرها، و تخلفت السيدة لبعض حاجتها وعند عودتها الي حيث الركب تحققت من عقد في رقبتها فلم تجده فعادت تبحث عنه حتي عثرت عليه.

ولما عادت الي القافلة كان القوم قد أخذوا طريقهم الي المدينة حاملين هودج أم المؤمنين دون أن يشعروا بتخلفها، تقول السيدة عائشة : "فتلففت بجلبابي، ثم اضطجعت في مكاني، وعرفت أن لو افتقدت لرجع إلي" و ظلت هكذا حتى وجدها صفوان بن المعطل وكان قد تخلف عن العسكر لبعض حاجته، فعرفها واناخ راحلته وأوصلها الي بيتها.

فتحدث أهل الإفك في حقها واتهموها رضى الله عنها بالزنا، وكانت حين عودتها قد بلغ منها الإعياء مبلغا شديدا ولم تعلم بما قال القوم، ولما وصل الأمر الي مسامع رسول الله تأذى وأحست أم المؤمنين ببعض التغيير من النبي معها، وأخذ النبي يستشير أصحابه فيما سمع فيحسنوا القول فيها.

فذهب صلي الله عليه وسلم إلى السيدة عائشة فى بيت أبيها، و قال لها : يا عائشة : إن كنت قد قارفت سوءا مما يقول الناس، فتوبي إلى الله، فإن الله يقبل التوبة عن عباده، فنظرت السيدة عائشة لأبويها قالت لهما : ألا تجيبان ؟ فقال لها أبو بكر : والله ما ندرى ما نقول , فقالت لهم السيدة عائشة : والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت ابداً , والله يعلم أنى بريئة , ووالله ما أقول اكثر مما قال أبو يوسف" فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ".

وهنا نزل الوحى على النبي ببراءة السيدة عائشة من تلك الشائعة الخبيثة وأنزل الله تعالي فى حقها قرآناً يتلي الي يوم القيامة "إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، وكانت البشري للرسول الكريم ، وقام من فوره ليزيح الغيم عن المدينة وقرر إقامة الحد علي من تناول الأمر بدون بينة.

موقعة الجمل وشق الصف
حظيت الحميراء بالشرف العظيم في حياة المصطفي وحتي عند وفاته صلوات ربي وسلامه عليه حيث استأذن النبي صلى الله عليه وسلم لما ثقل به المرض، أزواجه في أن يمرَّض في بيتها، و الحبيب توفي في بيتها وفي يومها وقبضت روحه وهو بين سحرها ونحرها، وجمع الله بين ريقه وريقها عند موته حين لينت له السواك ليستاك به.

وبعد وفاة المصطفي تفرغت الحبيبة الي تعليم المسلمين أمور دينهم فكانت زاوية المسجد النبوي التي كانت قريبة من الحجرة النبوية وملاصقة لمسكن زوج النبي أعظم مدرسة يلجأ اليها الناس للمضي علي خطي الحبيب ، وقضت رضي الله عنها بقية عمرها بعد وفاة النبي وفي عهد الخلفاء الراشدين مرجعا أساسيا للإفتاء، حتي كسر باب الفتن في وجه أمة الإسلام لتحط أم المؤمنين رحالها في المحطة الثالثة في حياتها.

ولم تكن المحطة الثالثة في سيرة الحميراء أخف وطأة من سابقتها والتي تركت أثرا أليما في نفس الصديقة وتمنت لو أنها ماتت قبل تلك الحادثة "موقعة الجمل" بعشرين سنة، خاصة وأنها شكلت منحني حادا في حياة الأمة لا تزال تعاني منه الي الآن لعظم البلاء وألم المشهد وسوء العاقبة.

يعود المشهد إلى اليوم العاشر من جمادى الأول سنة 36هجري بعد مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه ومبايعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه خليفة للمسلمين، وبعد أن أقرت أم المؤمنين وكبار الصحابة بمبايعة الإمام خرجت الحميراء في عدد من المسلمين علي رأسهم الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله قاصدة الكوفة حيث أمير المؤمنين في دار الخلافة الجديدة للمطالبة بقتلة ذي النورين فخرج بن أبي طالب وقابلهم في البصرة في بِضع فرسان ودعاهم الي التريّث حتى تهدأ الأمور ومن ثم القصاص لدم عثمان وبات المسلمون ليلة من أهنأ الليالي.

فانسل المنافقون بين الفريقين من أجل بث نار الفتنة وتأجيج القتال فقتلوا نفرا من معسكر علي ونفرا من معسكر الزبير حتي يغلب الظن بأن كل فريق غدر بالآخر فدارت رحي القتال بين المسلمين وسقط من أبناء أمة محمد العديد في مجزرة لم يسبق لها مثيل في حاضرة دولة الإسلام.

حاولت السيدة عائشة نجدة المسلمين ودخلت في هودجها علي الجمل ساحة القتال منادية في القوم : الله الله يا بَنِي، اذكروا يوم الحساب، وأعطت مصحفها لكعب بن ثور لعل الله أن يزيل به ما بين الناس، واشتد القتال حول الجمل بينما هي تأمر الناس بالكف عن القتال، فأشار القعقاع بن عمرو التميمي رضي الله عنه بقتل الجمل مع حماية هودج السيدة عائشة حتى يهدأ القتال وتزول الفتنة.

وبعد معركة حامية الوطيس نجح فريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه في عقر الجمل، وأمر أمير المؤمنين رضي الله عنه أن تنصب على الهودج قبة حتى يُحفظ سترها رضي الله عنها، ثم جاء بن أبي طالب ليطمئن عليها وأمر رضي الله عنه أن تنزل أم المؤمنين في أفخر بيوت البصرة، وكان بيت رجل يُسمّى عبد الله بن خلف الخزاعي، تحت الحماية والحراسة معززة مكرمة، وجهزها للذهاب إلى مكة بأفضل ما يكون التجهيز، واختار لها أربعين امرأة من أشرف نساء البصرة ليرافقنها إلى مكة، ومعها محمد بن أبي بكر، وعمار بن ياسر رضي الله عنهم جميعاً.

وذهب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليتفقد قتلى الفريقين والتي راح فيها عشرة آلاف كلهم من أمة الحبيب وعلي رأسهم طلحة والزبير فكانت من أشد البلاء على المسلمين، وبعد أن انتهت المعركة ندمت أم المؤمنين على قدومها، وكانت بعد ذلك كلما ذُكرت موقعة الجمل، بكت، وتمنّت لو أنها قد ماتت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.

وفاة حبيبة حبيب الله
بعد حياة حافلة كانت خلالها أم المؤمنين أكثر الصحابة رواية لأحاديث الرسول بعد أبو هريرة، وكانت من أكرم الناس وأجودهم وأكثرهم علما وأقدرهم علي الإفتاء حتي أن كبار الصحابة كانوا يستفتونها في أمور دينهم، وكانت من أحب الناس إلى قلب الحبيب حتي بات الصحابة الكرام يتحرون بهداياهم يوم عائشة، ونزل القرآن يبرأها من فوق سبع سماوات، وقال فيها المصطفي صلوات ربي وسلامه عليه "‏كَمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا ‏مريم بنت عمران، ‏وآسية امرأة فرعون، ‏وفضل ‏عائشة ‏على النساء كفضل ‏الثريد ‏على سائر الطعام".

توفيت السيد عائشة رضي الله عنها وعن أبيها "أم عبد الله" سنة ثمانٍ وخمسين للهجرة، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان وهي في السادسة والستين من عمرها ودفنت بعد الوتر بالبقيع، وصلى عليها أبو هريرة، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر (رضي الله عنهم أجمعين، لتترك عظيم الأثر في حياة أمة محمد السياسية والفقهية والإجتماعية فرضي الله عنها وأرضاها.

تقول رضي الله عنها "فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه، وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع، ونزل عذري من السماء ،واستأذن النبي نساءه في مرضه، وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، وقبض بين حجري ونحري، ودفن في بيتي".



التعديلات الدستورية تستبعد المصريين بالخارج من الانتخاب

التعديلات الدستورية تستبعد المصريين بالخارج من الانتخاب
فاجأت اللجنة القضائية العليا المُشَكَّلة للإشراف على عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مصر، المصريين المُقِيمين خارج البلاد، بإقصائهم من التصويت على الاستفتاءات الدستورية والانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد.
وأعلن رئيس اللجنة، المستشار محمد أحمد عطية "عدم أحقية المصريين المقيمين بالخارج في الإدلاء بأصواتهم"، وهو ما اعتبره مراقبون وناشطون أنّ قرار اللجنة العليا "جاء مُخَيِّبًا للآمال.
وأوْضَحوا أنّ هذا القرار يُصادِر حقًّا من حقوق الإنسان الأساسية، وهي المشاركة في التعديلات الدستورية والتصويت بالانتخابات النيابية والرئاسية، في الوقت الذي كان من المفترض على "مصر الجديدة"، أن تنقل تجارب دولية ناجحة في هذا الشأن.
ومن جانبه قال حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان لشبكة سي إن إن: "على السلطات المعنية أن تُبْدِي حرصًا على المصريين في الخارج، بإشراكهم في إدارة وطنهم، إذ إنّ هناك حلولاً كثيرة للمسألة، أبرزها تكليف بعض القضاة في كل دولة، أو تعديل اللجان الانتخابية في الخارج، بوضعها داخل مقر السفارة المصرية بشكل مجمع، بإشرافٍ من اتحاد المصريين بالخارج، ومنظمات دولية لمراقبة عملية التصويت، كضمانات لرقابة صارمة."
وأضاف: "الموقف من المصريين في الخارج حاليًا فيه مصادرة لحقٍّ من حقوق الإنسان الأساسية، وهي المشاركة في التصويت بالانتخابات والاستفتاءات العامة، في الوقت الذي تُطبّق فيه الدول المتقدمة نظمًا إلكترونية أو بريدية للتصويت، سواء للمقيمين في بلاد أخرى، أو حتى لِمَن يريدون التصويت عبر البحار".

وكانت اللجنة القضائية العليا المُشَكّلة للإشراف على عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية، انتهت الاثنين، برئاسة المستشار الدكتور محمد أحمد عطية، النائب الأول لرئيس مجلس الدولة، إلى عددٍ من الأعمال التحضيرية والقرارات، بعدما عقدت جلستها الأولى والتي استمرت عدة ساعات.

وبحسب اللجنة، فإنّ عدد المواطنين المسموح لهم بالإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، يبلغ حوالي 40 مليون ناخب.

الأحد، 6 مارس 2011

السيرة الذاتية للدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر

تدرجه الأكاديمي
حصل شرف على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة القاهرة سنة 1975، ثم درجة الماجستير في هندسة النقل من جامعة بيردو بالولايات المتحدة عام ‏1980، ثم الدكتوراة من نفس الجامعة عام‏1984، وعمل أستاذاً زائراً بجامعة بيردو عامي 1984 و1985، ثم مدرساً بهندسة القاهرة بين عامي 1986 و1991، وأستاذاً مساعداً بكلية الهندسة بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية بين عامي1990 و1996، وأستاذاً مساعداً بجامعة القاهرة بين عامي 1991 و1996، ويعمل أستاذاً لهندسة الطرق بكلية هندسة جامعة القاهرة منذ سنة 1996 وحتى الآن، وله 105 أبحاث علمية منشورة فى المجلات المحلية والعالمية معظمها فى مجال تصميم وصيانة ونظم إدارة رصفيات الطرق وفى مجالات نظم تحليل حوادث المرور.
مناصبه
شغل شرف منصب أمين مجلس قسم الأشغال العامة بكلية هندسة جامعة القاهرة بين عامي 1997 و2001، وممثل مجلس قسم الأشغال العامة بكلية الهندسة بجامعة القاهرة بين عامي 1998 و2000، ومستشاراً لتحرير مجلة نقابة المهندسين المصرية. كما شغل عضوية كل من مجلس بحوث النقل المصري بأكاديمية البحث العلمي، وشعبة النقل الداخلي بمجلس بحوث النقل بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.وشعبة بحوث الطواريء بمجلس البحوث الطبية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، واللجنة الاستشارية العليا, والشركة القابضة للنقل البري والبحري, وعمل مستشارا لوزير النقل عامي 2000و2001, وعضواً بالمكتب الفني للجنة النقل بالحزب الوطني حتى 2002 وعضواً بالمجلس الأعلى للسياسات بالحزب الوطني.
توليه وزارة النقل

شغل شرف منصب وزير النقل والمواصلات في أول حكومة شكلها الدكتور أحمد نظيف في يوليو 2004 وأقيل منها في ديسمبر 2005، ويُذكر أن سبب إقالته هو رجل الأعمال ممدوح إسماعيل، حيث رفض عصام شرف التدخل في عمل لجنة تحقيق في واقعة اصطدام إحدى عبارات ممدوح إسماعيل (وتدعى السلام 98) بناقلة بترول قبرصية في أكتوبر 2005 رغم وساطة زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية آنذاك لتغيير سير التحقيقات بهدف إلقاء اللوم على السفينة القبرصية وإعفاء صديقه ممدوح إسماعيل من دفع التعويضات المقررة وفقاً للقانون.
خروجه من وزارة النقل و المواصلات
تقدم شرف باستقالته من وزارة النقل ثلاث مرات احتجاجاً على السياسات التي كانت تدار بها الوزارة السابقة، وخاصة بعد حادث قطار قليوب، كما استقال من منصبه كرئيس لجنة التسيير بنقابة المهندسين مرتين بسبب إصرار الدولة علي فرض الحراسة القضائية علي النقابة.
الجوائز والتكريمات

جائزة الدولة الشجيعية للأفراد والهيئات (جائزة المهندس سليمان عبد الحي للأفراد والهيئات) من أكاديمية البحث العلمي 1987.
شهادة تقدير من جامعة القاهرة فى الاحتفال بيوم العلماء من مصر 1988.
جائزة الدولة التشجعية في العلوم الهندسية من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عامي 1987 و1997.
نوط الامتياز من الطبقة الأولى من الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك عام 1995.
جائزة جامعة القاهرة التشجيعية للتميز العلمي فى الهندسة 1997.
جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الهندسية 1997.
وهو عضو بجمعية المؤتمر العالمى لأبحاث النقل فى سويسرا وفرنسا
أنشطته الأخرىقبل توليه رئاسة الوزراء , كان الدكتور عصام شرف من المشاركين في الأنشطة العلمية و الإجتماعية. من ذلك إلقاءه لمحاضرة في يوم الهندسة المصري 2010 الذي أقيم في القرية الذكية. إضافة إلى ترأسه لجميعية عصر العلم (الرئيس الشرفي لها هو الدكتور أحمد زويل) بالأخص دوره في مسابقة إنتل للعلوم . حاصل على جائزة التميز في الهندسة من جامعة بوردو بالولايات المتحدة الأمريكية
مشاركته في ثورة 25 يناير

\شارك عصام شرف في اعتصامات ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير/كانون الثاني عام 2011 م التي كانت السبب في إجبار الرئيس محمد حسني مبارك على التنحي, بما يجعله أحد الوزراء السابقين القلائل الذين أعلنوا تأييدهم لثورة 25 يناير/كانون الثاني منذ أيامها الأولى.
توليه رئاسة وزراء مصر

في 3 مارس 2011 أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم بمصر قبول استقالة الفريق أحمد شفيق من رئاسة الوزراء (تحت ضغط شعبي) منوهاً ـ في الرسالة رقم 26 التي نشرت على صفحته الرسمية على موقع فيس بوك ـ إلى تكليف الدكتور عصام شرف وزير النقل الأسبق بتشكيل الحكومة الجديدة.

وكان شرف قد شارك في فبراير 2011 في مظاهرات نظمها أساتذة الجامعات إبان ثورة 25 يناير وتوجهت من جامعة القاهرة إلى ميدان التحرير سيرا على الأقدام.

كلمة رئيس الوزراء د. عصام شرف في ميدان التحرير

لأول مرة: رئيس وزراء مصر فى ميدان التحرير طلبًا للشرعية

احتشد عشرات الآلاف من المصريين، يوم الجمعة المنصرم، في ميدان التحرير للاحتفال بسقوط حكومة أحمد شفيق، وتحية عصام شرف، رئيس الوزراء الجديد، والتشديد على استكمال بقية مطالب الثورة.
واستقبل الثوار شرف بالزغاريد وإطلاق الألعاب النارية والهتافات المؤيدة والمرحبة بوجوده وعائلته في ميدان التحرير منذ الشرارة الأولى للثورة.
وتدافع الثوار إلى رئيس الوزراء عند دخوله الميدان، وحاولوا حمله على الأعناق، وأحاط به عدد من رجال القوات المسلحة، وأبعدوه عن الميدان خوفا على حياته من التدافع الشديد.
وجمعت المنصة الرئيسية في ميدان التحرير الحكومة ممثلة في رئيسها، عصام شرف، وبين ممثلين من الثوار من كافة التيارات السياسية، وردد المتظاهرون شعارات تطالب بتحقيق بقية مطالب الثورة، وهتفوا «الشعب يريد إسقاط أمن الدولة».
ودعا الدكتور مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم، في خطبة الجمعة، إلى تعليق الاعتصام في ميدان التحرير مع الحفاظ على روح الثورة.
وأشاد شاهين بعصام شرف وقال له: نحن معك ما دمت ستنفذ مطالب الثورة، وإذا لم تنفذها فسيكون لنا شأن آخر. وعدد شاهين باقي مطالب الثورة المتمثلة في إقالة بقية المحافظين الذي عينهم مبارك وحل الحزب الوطني أو تجميده، والإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين.
وقال شاهين خلال الخطبة: لا فساد بعد اليوم ولا استبداد ولا رشوة ولا مبارك ولا عز ولا شريف ولا سرور، وتابع: «لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار». وانتقد شاهين من وصفهم بـ«القافزين على الثورة والمتمسحين فيها من أزلام النظام البائد»، ووجه خطابه لشيخ الأزهر قائلا: «نحن معك ووراءك، فأنت إمامنا وإمام المسلمين، على أن تعيد للأزهر دوره ومكانته». وقال للبابا شنودة: «نحن معك نؤيدك ونحمى كنائسك وندافع عن أموال إخواننا».
ودعا الشيخ شاهين موظفي الحكومة لأن يتنازلوا عن جزء من رواتبهم «على قدر استطاعة كل منهم، من أجل بناء مصر»، وطالب الحكومة بتوزيع استمارات على الموظفين لمعرفة المبالغ التي يمكنهم التبرع بها، ودعا رجال الأعمال الشرفاء إلى إنقاذ الاقتصاد المصري.
وبعد انتهاء الجمعة أقام المتظاهرون قداسا للإخوة المسيحيين، وفور انتهائهم منه جددوا هتافاتهم المعادية لأمن الدولة وقالوا بصوت واحد: «على وعلى الصوت، أمن الدولة لازم يموت». وشارك في مليونية التحرير خيرت الشاطر وحسن مالك، القياديان بجماعة الإخوان المسلمين، والذين تم الإفراج عنهما.
وقال الشاطر: هنيئا لكم استرداد الوطن والحرية وإسقاط الطاغية حسنى مبارك وعائلته، موجها التحية لجميع شهداء الثورة ولأهاليهم، وللجيش المصري «لتحمله وحده أعباء الثورة»، حسب قوله.
وطالب الشاطر الجيش بتحقيق المطالب الأخرى للثورة، فيما قال المستشار زكريا عبدالعزيز، الرئيس السابق لنادي قضاة مصر: «نحن متفائلون بالحكومة الجديدة برئاسة عصام شرف لمواقفه الوطنية المشرفة العديدة».
وقال عبدالعزيز لـ«الشروق»: «مطالبنا هي مطالب الثوار، وتشمل تشكيل مجلس رئاسي يتولى مع القوات المسلحة شئون البلاد وإعلان دستور مؤقت وتشكيل جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد، خلال فترة انتقالية لا تقل عن العام».
وطالب عبدالعزيز بتقويض جهاز أمن الدولة ليقتصر دوره على مكافحة الإرهاب وحماية الجبهة الداخلية، داعيا إلى عقد لقاءات متتابعة بين المسئولين والشعب. وقال عصام شرف لمئات الآلاف في ميدان التحرير: عندي لكم رسائل عديدة: أولا رسالة اعتذار بأنني لم أستطع أداء صلاة الجمعة في الميدان معكم. والرسالة الثانية من الشرطة العسكرية للاعتذار عن دفع غير مقصود للناس أثناء قدومي لمسرح الميدان، وأوجه التحية لدماء الشهداء والمصابين ولأهالي الضحايا، ولكل من ساهم في ثورتنا البيضاء.
وتابع شرف: جئتكم بعد تكليفي من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتشكيل الوزارة، ولأنني أحصل على شرعيتي منكم، فأنتم أصحاب الشرعية، وقد تكفلت بمهام ثقيلة تحتاج لصبر وعزم لكنى أستمد من ميدان التحرير المهام التي أحاول تحقيقها. وخلال كلمته، كانت الجماهير تهتف: «إحنا معاك إحنا معاك».